~~ بسم الله الرحمن الرحيم ~~
============================******************===============================
مــديــنــة حـــيـــفا الــفــلـسـطـيـنـيـة :":
أصل الكلمة (حيفا ) :
--------------------------
يعتقد أن أقدم ذكر للمنطقة جاء على يد يوسابيوس القيصري والذي ذكر وجود منطقة تحت اسم سيكانيوم (باللاتينية: Sycaminum) بمعنى "الجميز" بين بطوليمايس وقيصرية، كما ورد ذكر نفس المنطقة في مخطوطات توراتية تحت اسم شقمونا (بالعبرية: שקמונה). غير أن الصلة بين شقمونا/سيكانيوم ومدينة حيفا لا تزال محل شك. لم يظهر اسم حيفا الحديث حتى زمن الإمبراطورية الرومانية حيث أطلقت التسمية اللاتينية Efa على مستوطنة يهودية وحصن روماني في موقع المدينة الحالي.
دعاها الصليبيون "حيفا " أو "خيفاس" أو "خيفس"، وأطلق عليها هذا الاسم نسبة للكاهن الكبير "قيافا" من عهد يسوع. وقد أسماها مؤرخ آخر "بورفيريا الجديدة" للتفريق بينها وبين "بورفيريا القديمة"، الواقعة على الشاطىء اللبناني. ومعنى الكلمة " بورفيريا" الأرجواني أو المحار واللؤلؤ الذي استخرجوه من حلزون البحر في هذه المنطقة. كما ورد ذكر المدينة في معجم البلدان لصاحبه "ياقوت الحموي"، والذي ذكر أن أصل التسمية مأخوذ من "حيفاء"، وهي من الحيف بمعنى الجور والظلم.
وفي القرن الخامس هجري ذكرها الرحالة " ناصر خسرو" وقال: "بها نخل وأشجار وعمال يعملون السفن البحرية المسماة "الجودي". وأسماها الرحالة اليهودي "بنيامين الطليطي" "جات حيفر" وسمى سكانها "بالأدوميين". وهناك ربان آخر أسماها "حيفو". ويُنسَب إليها "إبراهيم بن محمد بن عبد الرازق الحيفيّ" من أهل "قصر حيفا"، من علماء الحديث، المتوفى سنة 476 هـ (تاريخ ابن عساكر). ومحمد بن عبد الله بن علي القيسراني القصري، نسبة إلى قصر حيفا، توفي بحلب سنة 544 هـ. وفي أدب الرحالة من الفترة العثمانية، وُجدَ الاسم على عشرين صورة مختلفة تقريباً. وفي سنة 1586م يتحدث "جيوفاني زوالارت" عن "Coface" ,"Caifas" ويدعوها روجر عام 1632م "Caipha". وفي بداية القرن التاسع عشر زارها سفير النمسا فقال "إن العرب يسمونها حيفا (Hipha)".
على الرغم من تعدد مسميات مدينة "حيفا" وظهور اسمها بعدة أشكال ولغات، إلا أن التسمية الدارجة والمتعارف عليها هي التسمية العربية حيفا (باللاتينية: HAIFA)، وهي التسمية التي داوم العرب على استعمالها، بلفظ واحد وثابت، والتي أطلقت على "حيفا الجديدة" التي بناها ظاهر العمر الزيداني.
عن مدينة حيفا :
----------------------------
هي من أكبر وأهم مدن فلسطين التاريخية، تقع اليوم في لواء حيفا الإسرائيلي على الساحل الشرقي للبحر المتوسط، وتبعد عن القدس حوالي 158 كم إلى الشمال الغربي. يبلغ عدد سكانها حوالي 272,181 نسمة إضافة إلى 300,000 يعيشون في الضواحي السكنية حول المدينة، مما يجعها ثالث أكبر مدن البلاد حالياً بعد القدس وتل أبيب من حيث السكان، الذين يشكل اليهود منهم الغالبية، بينما يشكل العرب (مسيحيون ومسلمون) الأقلية بعد تهجير معظمهم في النكبة عام 1948.
تقع المدينة على دائرة عرض 32.49 شمالاً وخط طول 35 شرقاً وهي نقطة التقاء البحر المتوسط بكل من السهل وجبل الكرمل، وهذا جعلها نقطة عبور إجبارية، إذ يقل اتساع السهل الساحلي عن 200 متر، وترتفع عن سطح البحر بمعدل 450 م. كما أن موقعها جعل منها ميناءً بحرياً من أهم الموانئ في إسرائيل، كما جعل منها بوابة للمنطقة عبر البحر المتوسط، وهي ذات أهمية تجارية وعسكرية طوال فترة تاريخها، ولهذا تعرضت إلى الأطماع الاستعمارية بدءاً من الغزو الصليبي وحتى تاريخ النكبة، وتعد الآن مقر سكة الحديد الإسرائيلية الرئيسية.
يعود زمن استيطان البشر بالمنطقة إلى عشرات الآلاف من السنين حيث عثر منقبون على بقايا هياكل بشرية تعود إلى العصر الحجري وآثار حضارات العصر الحجري القديم بمراحله الثلاث (نصف مليون سنة إلى 15 ألف سنة قبل الميلاد). ولقد تأسست حيفا في بادئ الأمر كقرية صغيرة في القرن الرابع عشر ق.م على يد الكنعانيين. فُتِحت المدينة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب عام 633 م، ونتيجة لذلك بدأت القبائل العربية بالاستقرار في فلسطين، وعلى وجه الخصوص في مناطق الساحل الفلسطيني، وبقيت حيفا جزءاً من الدولة الإسلامية طيلة العهد الأموي والعباسي. إلا أن حيفا الحديثة، قد تأسست عام 1761 في مكان البلدة القديمة على يد القائد ظاهر العمر، والذي أسس إمارة شبه مستقلة عن العثمانيين في الجليل.[8] وفي العهد العثماني، ازدهرت مدينة حيفا، وتأسس فيها أول مجلس بلدي عام 1873.
تتميز المدينة بكونها أحد أهم مركز الإشعاع الفكري في فلسطين التاريخية - خاصة قبل النكبة، كما تتميز اليوم، بالتعاون الثقافي والسياسي بين اليهود والعرب فيها. في "بيت الكرمة" بوادي النسناس يتم في شهر ديسمبر من كل عام المهرجان الثقافي "عيد الأعياد" بمناسبة عيد الميلاد المسيحي وعيد حانوكا اليهودي، وكذلك عيد الفطر أو عيد الأضحى إذا وقع أحد منهما في الشتاء. تشهد انعقاد مهرجان "أسبوع الكتاب العربي" في موسم الصيف من كل عام. تعتبر حيفا اليوم مركزًا للدين البهائي، حيث تقام فيها مراسم الحج لأتباع هذه الديانة.
يُشار بالذكر إلى أن المدينة قد احتلتها المنظمات اليهودية في 21 نيسان / أبريل 1948، بعد عدة معارك ومجازر قامت بها بحق السكان العرب في المدينة وضواحيها، نتج عنها طرد جماعي لمعظم هؤلاء السكان من أحيائهم، واستبدال أسماء الشوارع والمناطق العربية مباشرة بالعبرية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق